{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}المراد بالضحى: وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقي شعاعها. وقيل: إنما خصّ وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام، وألقي فيها السحرة سجداً، لقوله: {وَأَن يُحْشَرَ الناس ضُحًى} [طه: 59] وقيل: أريد بالضحى: النهار، بيانه قوله: {أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى} [الأعراف: 98] في مقابلة (بياتاً). {سجى} سكون وركد ظلامه. وقيل: ليلة ساجية ساكنة الريح.وقيل معناه: سكن الناس والأصوات فيه. وسجا البحر: سكنت أمواجه. وطرف ساج: ساكن فاتر {ما ودّعك} جواب القسم. ومعناه: ما قطعك قطع المودع. وقرئ بالتخفيف، يعني: ما تركك. قال:وَثَمَّ وَدَعْنَا آلَ عَمْرٍو وَعَامِرٍ *** فَرَائِسَ أَطْرَافِ الْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِوالتوديع: مبالغة في الودع؛ لأنّ من ودّعك مفارقاً فقد بالغ في تركك. روى: أنّ الوحي قد تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، فقال المشركون: إنّ محمداً ودعه ربه وقلاه. وقيل: إنّ أم جميل امرأة أبي لهب قالت له: يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك، فنزلت. حذف الضمير من {قلى} كحذفه من (الذاكرات) في قوله: {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات} [الأحزاب: 35] يريد: والذاكراته ونحوه: (فآوى... فهدى... فأغنى) وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف.